الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
12428 مشاهدة print word pdf
line-top
كلمة للدعاة

- جزاكم الله خيرا. طيب فضيلة الشيخ عبد الله هل من كلمة موجزة تتوجهون بها إلى الدعاة؟
نعم. الدعاة هم الدعاة إلى الله تعالى، الدعاة إلى سبيله؛ قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الدعاة إلى الله؛ قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا الدعاة إلى الخير؛ قال الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ أي يدعون إلى الإسلام، ويدعون إلى الأعمال الصالحة. الدعاة إلى سبيل الله تعالى؛ قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ووصف النبي -صلى الله عليه وسلم بقوله: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا .
فنصيحتنا للدعاة أن يبذلوا ما يستطيعونه من الوسع والطاقة في سبيل دعوة المسلمين إلى الله تعالى، وتفقيههم بالكتاب والسنة، وبيان الحق لهم، ودعوتهم إلى الأعمال الصالحة. فأولا: يدعون إلى تصحيح العقيدة، وثانيا: يدعون إلى الأعمال الصالحة، وثالثا: يرغبون في الخير والتزود بالنوافل والعبادات، ورابعا: يحذرون أشد التحذير من المعاصي صغيرها وكبيرها، وخامسا: يضربون الأمثال لمن يدعونهم، ويبينون لهم العاقبة الحسنة التي إذا انتهجوها سلك الله بهم الصراط السوي ونجاهم من طريق أهل الغواية؛ فمتى كانوا كذلك رجي أن يهديهم الله، وأن يصلح أحوالهم.

line-bottom